المحامي علي الحسين



هو ابن المرحوم الشيخ حسين علي اسعد حسين الذي اشتُهر بخبرته في كتابة الحجج والوثائق في الرامة وخارجها ، وبعد ان تخرج علي الحسين من مدرسة الرامة الابتدائية انهى الثانوية في لبنان ودرس القانون في بيروت وبعد تخرجه فتح مكتبا في حيفا ثم عُين استاذًا للقانون للبوليس البريطاني في فلسطين واتجه فيما بعد الى تأليف الكتب المدرسية والترجمة واصدار الصحف كما كتب الشعر في المناسبات .
سنة 1936 اصدر كتابه الاول قاموس ( الكنوز الابريزية ) لتعليم اللغة الانجليزية وصدره بيتين من الشعر ـ

اذا قـصـــرتُ رفـقــــا بالمــلام            اروم وذاك من قـــوم كـــرام
لقد صوبت في التأليـف سهمـي            وتلك رمية من غـير رامــي

ولما كانت الشام في تلك الايام مركزا للشعاع العلمي والسياسي في العالم العربي فقد هاجر اليها واقام فيها حتى وافته المنية في العاشر من ايلول 1977 وقد تجاوز الخامسة والستون من العمر .
في الشام اصدر قاموس ( الانكليزية الحية المتقدمة للعالم العربي ) في عدة اجزاء ووضع مقرر الانجليزية والفرنسية للمدارس الثانوية ثم اصدر مجلة اسبوعية لتعليم اللغات الانجليزية والفرنسية والالمانية .
ثم اصدر ( الكتاب العجيب ) باللغتين الانجليزية والفرنسية ثم كتاب ( الكنز الذهبي ) في قواعد اللغة الانجليزية في عدة اجزاء وصدر ببيت من الشعر ـ

ان تـجــد عـيـبــا فـسـد الـخـلــلا            جـل مــن لا عـيــب فـيـه وعــلا

وتعريفا بالمؤلف كتب الناشر في المقدمة ( تأليف المحامي علي حسين الاسعد خريج ثلاث جامعات ، عميد معهد الشرق واستاذ القانون الرسمي للبوليس البريطاني في فلسطين وصاحب ومحرر مجلة ( الشمس ) الانجليزية - العربية سابقا ، متخصص باللغات الاجنبية الحية ).
ثم الف كتاب ( قواعد اللغة الانجليزية للمدارس الثانوية ) ووضع مقرر الباكالوريا وكلية التجارة في اللغة الفرنسية وترجم مواد الفرنسية للباكالوريا السورية ، ثم ترجم ( قصة مدينتين ) ترجمة كاملة . وترجم فيما بعد ( كتاب الطب ) عن الانجليزية في ثلاثة اجزاء واعقبه بترجمة عدد كبير من الكتب الجامعية التي انتشرت في سوريا ، لبنان ، الكويت ، السعودية وليبيا ، وما زالت كتبه توزع الى اليوم باعداد كبيرة في مختلف الاقطار العربية .
وله كتب شتى لتعلم اللغات الاخرى كالروسية والبرتغالية وكتاب ( الدليل في لغة البرازيل ) فقد كان رحمه الله موسوعة في عدة لغات والى جانب عمله البارز في القانون والتعليم والصحافة العلمية فقد كتب شعرا . في اشخاص تعرف اليهم وصادقهم كالمرحومين جمال عبد الناصر ورشيد عالي الكيلاني وعبد الغفار الاطرش .
في سنة 1940 تعرض للمضايقات وتقييد الحرية في سوريا فحاول الرحيل الى بغداد ولما كان من انصار حركة رشيد عالي الكيلاني ضد الاستعمار البريطاني فقد رفضت السلطات العراقية اعطاءه فيزا لدخول العراق فالمح الى صديقه موفق الالوسي الشخصية العراقية البارزة بطلب المساعدة وظن الالوسي ان المساعدة المطلوبة هي مساعدة مادية فارسل اليه مبلغا كبيرا من المال الا ان المرحوم على الحسين اعاد المال مع قصيدة ما ان قرأها الالوسي حتى تدخل في الامر واستصدر الفيزا المطلوبة . الا ان عداءه الشديد للاستعمار البريطاني عرضه مرة اخرى للمضايقة في العراق وعاد المحامي على الحسين الى الشام لمتابعة نشاطه الثقافي والقانوني حيث تصدر نقابة المحامين في سوريا .
وانجب المرحوم المحامي على الحسين ثلاثة ابناء وهم فايز وجمال وعصام وثلاث بنات هن فايرز وداد وسعاد وما زالت ذريته في دمشق الى يومنا هذا .
وفيما يلي القصيدة التي وجهها كما ذكر سابقا الى صديقه العراقي موفق الالوسي ـ

وقفت ببابكـم يا ابن الالوسـي            مرامي العز لا سـقـط الـفـلـوس
وقلت الشعـر فيكـم عن يقيـن            مـديـحــا كـان للخلـق الانـيــس
رجـال الـعـرب كانوا من قديم            كـرام الـطـبـع احـرار النفـوس
وكان لكل مـن قصدوا حماهم            منال الحظ في الزمـن التعيـس
وانتم من خـيـار العــرب حقـا            كرام الاصل من عهد البسوس
طـلـبـت ديـاركم ابغـي علاها            فبت فريسـة الدهـر الخـسـيـس
ولـــم اطـمـع لـمـال او لـجـــاه            فجاهي ساطـع فـوق الطـروس
ولـي الاهـل الكـرام فلو نسبنا            عـلا قحطـان بالنسـب النفيــس
ولا ابغي سـوى فيـزا رحيـل           عسـى الاسـفـار تدفـع النحـوس
وكم جـنـس توطن في عراقي            من الاغراب مختلفي الطقـوس
وارض الرافدين تضيق ذرعا            بفرد صار كالحرب الضـروس
ولو عـاد الرحيـل علـي مـوتـا            فـذا خير من العيـش الخسيـس


اعلى الصفحة الصفحة الرئيسية السابق